التفاهمات مع الكيان الصهيوني

الدور الإيراني في لبنان (الجزء الرابع )

  • الدور الإيراني في لبنان (الجزء الرابع )

اخرى قبل 2 سنة

الدور الإيراني في لبنان (الجزء الرابع )

التفاهمات مع الكيان الصهيوني

د.سالم سرية اكاديمي وكاتب (فلسطين )

نتابع في هذا الجزء ما ذكرناه في الجزء الثالث حول احتكار حزب الله لجبهة المواجهة مع العدو الصهيوني واسباغ المسحة الدينية الشيعية على المقاومه عوضا عن صورتها الوطنية.

والجدير بالملاحظة أيضا أن حزب الله قد استطاع تحييد المقاومة الفلسطينية من العمل في جنوب لبنان وكبل القوى الوطنية اللبنانية بكل فصائلها القومية واليسارية الاخرى من اداء دورها الوطني لمواجهة العدو الصهيوني. ان المقاومة الوطنية اللبنانية في جنوب لبنان منذ أوائل السبعينيات من القرن العشرين كان مؤسسها حزب البعث العربي الاشتراكي (وقبل ان يولد حزب الله )ومن أهم مظاهرها، معركة الطيبة، وكفركلا، وسقط شهداء للبعث فيهما في العام 1975. وتم تأسيس الحرس الوطني الذي أشرف عليه الحزب الشيوعي اللبناني في بعض القرى الحدودية. ومن المفيد هنا، وبإطلالة سريعة، أن نعرِّف بالظروف القاسية التي رافقت تلك التجربة مما لا يعرفه سوى مؤسسيها. كان من المعروف تشدد أجهزة المكتب الثاني اللبناني (المخابرات اللبنانية) في ملاحقة الأحزاب الوطنية بشكل عام، والتشدد في ملاحقة أي توجه للانخراط في صفوف العمل الفدائي الفلسطيني، ناهيك بمنع الحصول على السلاح، لذلك كان الأوائل ممن بنوا تلك التجربة يحصلون على السلاح بتهريبه ونقله بالطرق الوعرة محمولا على الأكتاف، ليصلوا به إلى المجموعات التي تطوعت للدفاع عن القرى الحدودية، ومواجهة أي اعتداء صهيوني. هذا علماً أن كل الذين شاركوا في التأسيس أو في مجموعات الحماية لم يتلقوا أية مساعدة لقاء قيامهم بالواجب. فالعامل يشارك بعد عودته من عمله، والموظف بعد أداء وظيفته نهاراً، والطالب بعد عودته من مدرسته. وظلَّ الأمر كذلك، حتى حصول الفراغ الأمني في الجنوب في بدايات العام 1976. ويكفي هنا أن نقول بأنه عندما سُئل السيد موسى الصدر عن سؤاله عن سبب فتح معسكرات لتدريب المنتسبين لحركة أمل في البقاع، فأجاب: أنا أبني تجربة شبيهة بتجربة كفركلا). اضافة الى تجربة القوات المشتركة اللبنانية الفلسطينية في مواجهة العدو الصهيوني بشكل مباشر على طول الحدود الجنوبية منذ أواسط العام 1976، وصولاً إلى حزيران من العام 1982 . وتأكيدا لما قاله صبحي الطفيلي دعونا نقرأ ما قاله العميد سلطان أبو العينين أمين سر حركة فتح السابق في لبنان حيث يقول : أن حزب الله اللبناني أحبط في الأسبوع الأخيرمن 4-4-2004 أربع عمليات كانت المقاومة الفلسطينية قد خططت لتنفيذها ضد إسرائيل من الجنوب اللبناني انطلاقا إلى الحدود الشمالية مع الدولة العبرية. وأضاف أبو العينين أن عناصر حزب الله قامت باعتقال المقاومين الفلسطينيين وتقديمهم للمحاكمة. وأكد العميد أبو العينين أن الانسحاب الإسرائيلي من الجنوب اللبناني في أيار تم ضمن ترتيبات أمنية واتفاق امني بأن لا تطلق طلقة واحدة علي شمال فلسطين من جنوب لبنان، وهذا الاتفاق يطبق منذ الانسحاب الإسرائيلي، فلم يتمكن أي مقاوم من اختراق الحدود الشمالية وجرت أكثر من محاولة من جميع الفصائل الفلسطينية وجميعها ضبطت من حزب الله وقدمت إلى المحكمة . وفي رده علي سؤال آخر أن حزب الله يريد حصر المقاومة في مزارع شبعا المحتلة قال العميد أبو العينين أن حزب الله يريد المقاومة كوكالة حصرية له وحصرا في مزارع شبعا، ولا ينتظر أحدا من حزب الله أن يقوم بقصف شمال فلسطين بالصواريخ وأنا شاهد على ما يجري. وأشار إلى أن سيطرة حزب الله علي المقاومة من الجنوب اللبناني نابعة من اتفاقيات وترتيبات أمنية، أي اتفاقيات مع إسرائيل بواسطة طرف ثالث، وقال: علي الشعب الفلسطيني أن لا يعول لا على حزب الله ولا علي حزب الشيطان، بل عليه الاتكال علي نفسه فقط لان لحزب الله أولوياته.وخلاصة القول ان حزب الله ليس الا ورقة بيد ايران وسوريا لا اكثر ولا اقل .فهذا الحزب مسلوب الارادة ويفتقر الى استقلالية القرار . ان حصر المقاومة عمليا بحزب الله فقط والمدعوم من سوريا وإيران كان له دلالات عديدة منها:

1- إن حصر المقاومة بحزب الله يعني أن على إسرائيل إن تأخذ بعين الاعتبار المطالب السورية و الإيرانية عند أي تحرك له.

2- العدو المفترض لإسرائيل أصبح معروفًا ومحددًا و مرجعيته واضحة وهذه هي نقطة ايجابية لإسرائيل في الموضوع ، فهي إذا أرادت التفاوض تعلم مع من ستتفاوض ، و إذا أرادت الضغط تعلم على من تضغط و إذا أرادت القصف تعرف أين تقصف ، و إذا سقط لها جنود فتعرف أين وكيف و من قام بذلك.

*حسن عبد الكريم نصر الله، من مواليد 21 أغسطس 1960م، في حي شرشبوك في محلة الكرانتينا ببيروت، متزوج ولديه 4 أولاد. تلقى دروسه الأولى في مدرسة النجاح الخاصة، والتكميلية والثانوية التربوية في سن الفيل، ثم انتقل مع بداية سني الحرب إلى البازورية في قضاء صور، وعين مسؤولاً عن حركة أمل في البلدة دون الانقطاع عن دروسه في ثانوية صور الرسمية. سافر إلى النجف في العراق عام 1976م لتحصيل العلم الديني الإمامي، فتعرف على عباس الموسوي، ونشأت بينهما علاقة وثيقة، وعاد إلى لبنان عام 1978م، وأكمـل علومه الدينية في مدرسة الإمام المنتظر في بعلبك، استأنف نشاطه في حركة أمل عام 1979م وعين مسؤولاً سياسياً عن إقليم البقاع وعضواً في المكتب السياسي عام 1982م، ثم ما لبث أن انفصل عن الحركة، وانضم إلى العمل مع حزب الله وعين مسؤولاً عن بيروت عام 1985م، ثم عضواً في القيادة المركزية وفي الهيئة التنفيذية للحزب عام 1987م، واختير أميناً عاماً على أثر اغتيال الأمين العام السابق عباس الموسوي عام 1992م مكملاً ولاية سلفه، ثم أعيد انتخابه مرتين (1993م و 1995م(..

* وردت هذه الترجمة لنصر الله في مقدمة حواره مع مجلة المشاهد السياسي، العدد 147، 3/1/1999م

 

٣اشرف عمر سمور، أ. جلال خميس حسن وشخص آخر

 

التعليقات على خبر: الدور الإيراني في لبنان (الجزء الرابع )

حمل التطبيق الأن